مجلة النقاء العلمية
الأبعاد الفسيولوجية والبيوكيميائة لظاهرة المقاومة
تقتل المبيدات الكيماوية الكائن الحي عن طريق تأثيرها علي بعض العمليات الفسيولوجية أو بعض العمليات والأنظمة الحيوية كتثبيطها لأنزيمات حيوية تتطلبها العملية الميتابولزمية في أنسجة الكائن الحي أو أنها تمنع الصناعة الحيوية لبعض المركبات الضرورية لحياة الكائن الحي وإذا أمكن للكائن الحي أن يوفر حماية للنظام الحساس لفعل المبيد عن طريق تحطيم المبيد بفعل أنزيمات معينة أو التخلص منه بواسطة الجهاز الإخراجي أو تخزينه في أنسجة غير حساسة أو أن يغير من العمليات الحيوية كأن يقوم بها نظام آخر لا يتأثر بالمبيد، فإنه سيمكن الكائن من التغلب علي فعل المادة السامة ويصبح مقاوماً للمبيد.
وعلي هذا الأساس يمكن اعتبار صفة المقاومة حالة انتخابية من حالات السمية Selective toxicity وذلك لأنها تمثل حالة اختلاف في تحمل سلالات النوع الواحد للمادة السامة. علي هذا الأساس فإن معرفة أسباب المقاومة تتم عادة بمقارنة السلالات الحساسة والمقاومة من النواحي المورفولوجية والفسيولوجية والبيوكيميائية كتقدير نشاط الأنزيمات المسئولة عن تحليل المبيد وغيرها من العوامل الأخرى.
للتواصل مع شركة النقاء لمكافحة الحشرات أتصل بنا الآن : –
Call +971 50 939 9881
وقد ترجع أسباب مقاومة الحشرة أو الكائن الحي لفعل المبيد الكيماوي لواحد أو أكثر من العوامل الفسيولوجية والبيوكيميائية الآتية:
1.نفاذ المبيد الي داخل الجسم.
لكي يمكن للمبيد قتل الكائن الحي لابد من نفاذه بكميات كافية وبسرعة معقولة إلى داخل الجسم للتأثير على العمليات الحيوية بكفاءة. أما إذا كان نفاذه بطيئاً فقد يمكن للكائن الحي أن يتخلص منه تباعاً عن طريق تحطيم الكميات القليلة الداخلة والتخلص منها بطرحها خارج الجسم وبذلك لا تصل كميات كافية إلى الموقع الحساس للمبيد. قد يتم نفاذ المبيد إلى داخل جسم الكائن الحي أما عن طريق الجلد أو الكيوتيكل أو عن طريق الغذاء من خلال الجهاز الهضمي أو عن طريق الجهاز التنفسي.
٢.سرعة التخلص من المبيد عن طريق طرحه خارج الجسم.
فقد يتمكن الكائن الحي – إذا أمتلك جهازاً إخراجياً كفواً أن يطرح ما يدخل إلى جسمه من مواد سامة إلى الخارج أما بدون تغيير في الجزئ السام أو بعد تحويلها إلى مركبات أكثر ذوباناً في الماء عن طريق الأيض التمثيل الغذائي أو الميتابولزم) ومن أمثلة ذلك قابلية السلالة المقاومة من الذباب المنزلي لمبيد DDT على طرح كميات كبيرة من المبيد الذي ينفذ عن طريق الجهاز الإخراجي وبدون تغيير في جزئ المركب كذلك يمكن للسلالات المقاومة من الذباب المنزلي أن تطرح ما يقرب من ٧٥-٩٥% من كمية مبيد ديلان النافذة إلى داخل الجسم والتي تكون على شكل نواتج تحلل لهذا المبيد.
٣.قابلية الكائن الحي علي تخزين المبيد داخل انسجه غير حساسة
إذا تمكن الكائن الحي من تخزين كميات من المبيد ونواتج تحلله السامة في أنسجة لا يؤثر تسممها على العمليات الحيوية في الكائن فإن ذلك سيؤدي إلى عدم وصول كميات كافية من المادة السامة إلى موقع التأثير الحساس وبذلك يمكن لهذا الكائن أن يتحمل تركيزات عالية من المبيد مقارنة بالكائن الذي لا يمكنه القيام بذلك. ويعتبر الجسم الدهني في الحشرات من المواقع الهامة في تخزين المبيدات وخاصة تلك التي تذوب في المواد الدهنية كالمبيدات التابعة للمجموعة الكلورينية العضوية.
٤.قدرة الكائن الحي علي تحطيم المادة السامة.
يمكن للكائن الحي أن يحطم المبيد النافذ لجسمه عن طريق الميتابولزم أن عملية الميتابولزم وخاصة الميتابولزم التحطيمي Degradative metabolism الذي تواجه المبيدات الكيماوية داخل أنسجة الكائن الحي بفعل أنزيمات متخصصة تعتبر من العمليات المهمة التي تؤدي إلى ظهور المقاومة ضد فعل المبيدات. ولقد أصبح من المؤكد الآن أن مقاومة سلالات الذباب المنزلي لفعل مبيد DDT مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقابليتها على تحويل المركب إلى مادة DDE غير السامة ولقد تم عزل وتشخيص الانزيم المسئول عن هذا التحول وأطلق عليه اسم DDT-Dehydrochlorinase وذلك لإزالته جزئ HCI من المركب. أما بالنسبة إلى المبيدات الفسفورية العضوية فإن
زيادة نشاط أنزيم Phosphatase المحطم لها هي من أهم أسباب ظهور المقاومة في بعض السلالات للذباب والبعوض. كذلك تقاوم بعض سلالات البعوث مبيد الملاثيون بسبب زيادة نشاط إنزيم Carboxdyestrase الذي يحول هذا المبيد إلى مركبات غير سامة ذائبة في الماء يسهل طرحها خارج الجسم.
٥.قلة تأثر المواقع الحساسة بالمادة السامة.
قد يرجع سبب مقاومة سلالة معينة من الحشرات أو الفطريات إلى قلة تأثر الموقع الحساس الذي يتفاعل معه المادة السامة ومن أمثلة ذلك أن العقد العصبية Ganglion والمخ في السلالات المقاومة من الذباب المنزلي كانت أقل تأثراً عند معاملتها بمبيد DDT مقارنة بالسلالات الحساسة، كذلك كان تأثير المركبات الفسفورية على نشاط أنزيم Acetyl cholinesterase في السلالات المقاومة من العنكبوت الأحمر قليلاً مقارنة بتأثيرها الشديد على نشاط هذا الأنزيم في السلالات الحساسة.
٦.التعويض او الموازنة في الماده الحساسة لفعل المبيد.
قد يتمكن الكائن الحي من تعويض المادة الحيوية التي يؤثر عليها المبيد الكيماوي عن طريق زيادة إنتاجها بطرق التصنيع الحيوية وبذلك يمكنه مقاومة المبيد. فمثلاً تمكنت السلالات المقاومة من الذباب المنزلي من إنتاج إنزيم – DDT Dehdyrochlorinase المحلل المبيد DDT بكميات كبيرة تفوق تلك التي تنتجها السلالات الحساسة.
ب.الأبعاد الوراثية لظاهرة المقاومة.
يمكن القول ان المقاومة في مجموعة ما هي ظهور صفة في هذه المجموعة جاءت كصفات تركيبية وفسيولوجية تحدد بعوامل وراثية وجدت في الكائن الحي نتيجة طبيعة التكاثر المتمثلة بتحقيق الاختلاف المستمر التي هي مادة الانتخاب والتطور، وهكذا فإن هذه الصفة أو الصفات وجدت في الكائن الحي قبل استعمال السيد أي هي ذات تأقلم مسبق وهكذا فلا يمكن القول أن المقاومة تأتي نتيجة حدوث طفرات تسببها المبيدات بشكل مباشر خلال فترة حياة الحشرة أو الكائن الحي كما يدعي أصحاب نظرية التأقلم اللاحق ولم يتمن هؤلاء حتى الآن من تحويل حشرة أو عند قليل من الحشرات من حالة الحساسية إلى حالة المقاومة الثناء فترة حياتها باستخدام مختلف أنواع المبيدات الكيماوية في محاولة لإحداث طفرة مباشرة تكون مسئولة عن المقاومة، وقد يعود ذلك إلى أن غالبية المبيدات الكيماوية المستخدمة في وقاية النبات من الآفات لا تملك سلوك المطفرات الكيماوية وتختلف الحوامل الوراثية المسئولة عن ظهور المقاومة في الحشرات باختلاف المبيدات الكيماوية كما أنها تختلف باختلاف السلالة الحشرية فمثلا يرجع سبب سرعة اكتساب  المقدمة في المطفرات ضد المركبات الكلورينية العضوية إلى التباين الواضح في استجابة الحشرات الجرعات المختلفة لهذه المبيدات حيث يكون خط سميتها ذا ميل معتل غير حاد إضافة إلى أن هذه المبيدات تمتاز بفترة بقاء طويلة على الأسطح المعاملة وهذا يزيد من مقدرة العينة الانتخابية، وفي معظم حالات الطارمة يصعب تحديد فيما إذا كانت وراثة المقاومة ترجع الزوج من الجينات أم لعدة أزواج منها خاصة وأن بعض حالات المقاومة تظهر وكأنها نورث عن طريق جينات عديدة فمثلا مقاومة الذباب المنزلي المبيد DOT نورث عن طريق زوج واحد من الجينات، كما أن هناك بعض السلالات المقاومة من ذبابة الدروسوفيلا يتحكم فيها زوج واحد من الجينات في حين أن سلالات مقاومة أخرى لنفس النوع ونفس المبيدات تطورت من طريق أزواج من الجينات، ويكون ظهير المقاومة في مجموعة جارية بطيئاً عادة عندما يزيد عدد الجينات المسئولة عن المقاومة وذلك لطول الفترة اللازمة لتجميع جينات المقاومة.
من الناحية الأخرى تزداد سرعة ظهور المقاومة في المجموعة بإزدياد تكرار جين المقاومة وارتفاع أعداد الأفراد التي تحمله في المجموعة قبل تعرضها للمبيد الكيماوي وذلك لأن هذا سيجعل عملية الانتخاب أكيدة وسريعة كذلك تزداد احتمالية ظهور المقاومة بحجم المجموعة الحشرية التي تجري عليها عملية الانتخاب بالمبيد وذلك نظرا لزيادة احتمال وجود هيئات المقاومة في الأعداد الكبيرة في حين يقل الشبابي الوراثي في المجاميع الصغيرة وتكون عملية الانتخاب محدودة، ويكون ظهور السلالات المقاومة سريعاً كلما كان الانتخاب شديداً استعمال الجرعات التي قتل 10% من مجموع الأفراد يساعد على إظهار المقاومة بسرعة مقارنة بالجرعات التي تقل عن ٥٠ من مجموع الأفراد مثلا
وتمثل المرحلة الأولى من عملية الانتخاب مرحلة للتجمع فيها الجينات المحوية التي تهي بدورها الوراثي في ظهور جين المقاومة، وتلعب الجينات المتحورة دوراً مهماً في إظهار التأثير الكامل الجين المقاومة الموجود في الفرد والإسراع بظهر المقاومة العديد منا في حالة معينة وخاصة إذا كانت  السلالة قد قاومت مبيداً آخر من قبل ومن أمثلة ذلك أنه عند تعريض سلالة مقاومة من الصرصور الألماني اميد كلورين وأخرى حساسة له لضغط انتخابي بالملاثيون أظهرت السلالة المقاومة للكلوردين أصلا مقاومة سريعة للملاثيون مقارنة بالسلالة الحساسة للكوردين.
للتواصل مع شركة النقاء لمكافحة الحشرات للقضاء على كل مشاكل الحشرات التى تزعجكم يمكنكم الاتصال على الوسائل التالية :-
النقاء لمكافحة الحشرات برأس الخيمة – الأمارات العربية المتحدة
Call +971 50 939 9881
Email: alnaqaa@gmail.com
0 0 votes
تقييم المقال
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات